لو بوسعي أن أنصب دلة قهوة بحجم فندق حياة عمان.. وأسقي قبيل الدوام: الشرطة،سائقي السرفيس، الموظفين، حراس السفارات، الطلاب، العشاق، ربات البيوت، المتقاعدين، وكل الأردنيين الطيبين وأقول لهم: «صباح الخير»..لفعلت.
لو بوسعي أن أجعل ستاد عمان الدولي «صحن حمص»، وباقي المدينة الرياضية ..خبز مشروح ..ليفطر منه كل المارين من هناك...لفعلت.
لو بوسعي أن أقف عند مداخل كل الأنفاق والجسور و«الدواوير»، أرش «اسبري» الانبساط وراحة البال لكل الأردنيين لفعلت..
لو بوسعي أن أتفقدهم قبيل النوم،من العقبة الى الرمثا، ومن الرويشد الى الأغوار، أضع كأس ماء باردا فوق رؤوسهم جميعا، أغطيهم جيدا ..وأقول لهم بكل حب «تصبحون على خير»...لفعلت.
أمضيت..سبع سنين في الغربة وساعتي على توقيت عمان، صحياني ونومي على توقيت عمان..فصولي على توقيت عمان..سبع سنين وعيناي في عيني عمان ..سبع سنين وأنأ أبكي كلما سمعت نجاة تغني لها، ولجدائلها..واقف على قامة غربتي، متسمرا أمام مشاهد سروها،عنبها، وزيتونها، ناسها ..وجبالها...
مذ عدت من غربتي، وأنا أفكر بما أقوله لعمان..لاكتشف أخيرا استحالة القول؛ فعمان مثل كل الحبيبات الرائعات..يضيع الكلام بمجرد اللقاء ..
أحمد حسن الزعبي
__________________
No comments:
Post a Comment